زراعة الحالب للأطفال من العمليات الجراحية الدقيقة التي تُجرى بهدف تصحيح مسار تدفق البول بين الكلى والمثانة. وتُعد هذه الجراحة ضرورية عندما يولد الطفل بعيب خلقي أو عندما يعاني لاحقًا من تلف أو انسداد في الحالب يهدد وظيفة الكلى أو يؤدي إلى التهابات متكررة في المسالك البولية.
الهدف من الجراحة هو استعادة المسار الطبيعي لتدفق البول بشكل يسمح للكلى بأداء وظيفتها دون ضغط أو رجوع البول للخلف، وبالتالي منع المضاعفات المستقبلية مثل الفشل الكلوي أو التلف التدريجي للأنسجة.
وتعتبر هذه العملية آمنة وفعالة عندما تُجرى في التوقيت الصحيح وبأيدي جراح متخصص في المسالك البولية للأطفال، خاصة أنها تتطلب دقة في التعامل مع الأنسجة الدقيقة وأعضاء الجهاز البولي الصغيرة لدى الطفل.
عملية زراعة الحالب للأطفال:
تُجرى عملية زراعة الحالب للأطفال عندما يكون هناك اضطراب في الوظيفة الطبيعية للحالب مثل الارتجاع البولي، أو وجود انسداد يمنع تدفق البول من الكلى إلى المثانة، أو تلف خلقي في تركيب الحالب منذ الولادة. في هذه الحالات، يؤدي تراكم البول في الكلى إلى تضخمها، وهي حالة تُعرف بالاستسقاء الكلوي، وإذا لم تُعالج قد تسبب مضاعفات خطيرة.
وتتضمن أهداف العملية:
- تصحيح المسار الخاطئ للبول داخل المثانة.
- منع رجوع البول من المثانة إلى الكلى.
- إزالة أو تجاوز الأجزاء الضيقة أو التالفة من الحالب.
- الحفاظ على وظائف الكلى ومنع الالتهابات المزمنة.
ويُقرر الدكتور محمود عبد الحكيم نوع الجراحة الأنسب بناءً على نتائج الأشعة، التحاليل، وحالة الطفل العامة، وقد تختلف التقنية بين زراعة الحالب من جديد أو إعادة زرعه بزاوية أكثر أمانًا داخل المثانة.
كيف يتم زراعة الحالب؟
تتم زراعة الحالب للأطفال تحت التخدير الكلي وتستغرق عدة ساعات بحسب تعقيد الحالة. بعد التخدير، يبدأ الجراح بعمل فتحة صغيرة أسفل البطن، أو يستخدم المنظار الجراحي. ثم يتوجه إلى الحالب والمثانة لتحديد موضع الخلل.
وتعتمد الخطوات على نوع الخلل في الحالب:
- إذا كان هناك ارتجاع بولي، يتم إعادة زرع الحالب في المثانة بحيث يدخل بزاوية تمنع عودة البول.
- في حال وجود تضيق أو انسداد، يتم استئصال الجزء الضيق وإعادة توصيل الحالب.
- في بعض الحالات الشديدة، يمكن استخدام جزء من الأمعاء ليحل محل الحالب.
وبعد الانتهاء، يُترك أنبوب صغير (قسطرة) لتصريف البول مؤقتًا حتى يلتئم موضع الجراحة.
نسبة نجاح عملية زراعة الحالب:
تُعتبر نسبة نجاح عملية زراعة الحالب للأطفال مرتفعة جدًا، خاصة إذا تم التدخل في وقت مبكر قبل أن تتعرض الكلى لتلف دائم. تتجاوز نسب النجاح في مركز الدكتور محمود عبد الحكيم حاجز 90–95%، وهو ما يعني تحسنًا ملحوظًا في وظيفة الكلى، واختفاء أو انخفاض كبير في معدلات الإصابة بالتهابات المسالك البولية، وتحسن جودة حياة الطفل.
وتتأثر نسبة النجاح بعدة عوامل، من بينها:
- عمر الطفل أثناء إجراء العملية (عادةً ما تكون النتائج أفضل في الأطفال الأصغر سنًا).
- شدة الحالة ومدى تأثيرها على الكلى.
- وجود أمراض مصاحبة مثل العيوب الخلقية الأخرى.
- مهارة الجراح وخبرة المركز الطبي.
- التزام الأسرة بتعليمات المتابعة بعد الجراحة.
وفي معظم الحالات، تكون النتائج ممتازة، ويستعيد الطفل حياته اليومية بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخلات متكررة في المستقبل.
كم تستغرق عملية زرع الحالب؟
عادةً ما تستغرق عملية زرع الحالب ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، بحسب حالة الطفل ومدى تعقيد التشوه في الحالب أو المثانة. بعض العمليات تُجرى في جهة واحدة، بينما يحتاج بعض الأطفال إلى إعادة زراعة الحالب في الجهتين، مما قد يطيل وقت العملية.
بعد الانتهاء من العملية، يُنقل الطفل إلى غرفة الإفاقة لمراقبة علاماته الحيوية، ثم يقضي يومًا أو يومين في المستشفى حتى يتم التأكد من استقرار حالته والتئام موضع الجراحة. وقد يحتاج الطفل إلى البقاء لفترة أطول إذا كان هناك مشاكل سابقة بالكلى أو في حال وجود مضاعفات بسيطة بعد الجراحة.
في بعض الحالات، يُستخدم أنبوب لتصريف البول من المثانة (قسطرة بولية) يتم إزالته بعد عدة أيام، كما يُجرى فحص بالسونار أو أشعة ملونة لاحقًا لتقييم نجاح العملية وتدفق البول بشكل طبيعي.
مضاعفات عملية زرع الحالب:
رغم أن عملية زراعة الحالب للأطفال تُعتبر آمنة وفعالة في أغلب الحالات، فإنها كأي تدخل جراحي قد يصاحبها بعض المضاعفات، والتي تختلف في شدتها ونسب حدوثها من طفل لآخر.
وتشمل أهم مضاعفات عملية زرع الحالب المحتملة:
- تسرب البول من مكان الاتصال الجديد بين الحالب والمثانة، خاصة في الأيام الأولى بعد العملية، ويُعالج عادة بتصريف البول باستخدام قسطرة إضافية لفترة قصيرة.
- عدوى بولية متكررة إذا لم يتم تنظيف وتعقيم مواضع القسطرة جيدًا، أو إذا لم يتم شفاء الحالب بشكل كامل، أو إذا لم يُتابع العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية.
- تضيق الحالب المزروع، أو إعادة حدوث الانسداد في المستقبل، أو تكون أنسجة ندبية تعيق مرور البول، مما قد يستدعي تدخلاً إضافيًا بسيطًا لتوسيعه.
- وجود دم في البول خلال الأيام الأولى، وهو عرض شائع ويزول تلقائيًا.
- ألم أو تقلصات في المثانة، لكنها تختفي مع الوقت ومع تعافي الأنسجة.
- ندبة جراحية قد تكون ملحوظة في بعض الحالات، خصوصًا إذا كان الشق الجراحي كبيرًا، ولكن يُمكن تقليل ذلك باستخدام تقنيات تجميلية أثناء الخياطة.
- نادرًا ما تحدث مشاكل في الكلى نتيجة ارتجاع البول إذا فشلت العملية في منع الارتجاع.
وللوقاية من هذه المضاعفات، يحرص الدكتور محمود عبد الحكيم على المراقبة الدقيقة بعد العملية، كما يُوصى الأهل بجدولة زيارات متابعة دورية تشمل تحاليل بول وأشعة تليفزيونية للتأكد من تحسن وظائف الجهاز البولي والتئام الحالب الجديد.
وختامًا:
تُعد زراعة الحالب للأطفال خطوة فعالة لحماية الكلى وتحسين جودة حياة الطفل على المدى البعيد. ومع التقدم الطبي في جراحات المسالك البولية، أصبحت هذه العملية أكثر أمانًا وأفضل من حيث النتائج. ويوفر الدكتور محمود عبد الحكيم، بخبرته الطويلة في هذا المجال، رعاية متكاملة قبل وأثناء وبعد العملية لضمان أفضل النتائج.